حسن المستكاوي يكتب: مباراة مهمة جداً ..

9 نوفمبر 2013 الساعة 11:03 صباحا

مباراة نهائى كأس مصر اليوم ليست عادية، فالظروف المحيطة باللقاء جعلته مهما للغاية. وهو فى الواقع مهم للزمالك الصائم عن البطولات وآخرها كان الكأس عام 2008 وفاز بالدورى عام 2004، أما كأس السوبر فقد أحرز أول بطولة عام 2001. وبالنسبة لوادى دجلة فإنه يحلم بالبطولة المحلية الأولى بعد 10 سنوات من تأسيسه. لكن الأهم من دوافع الفريقين هو الاختبار. فتلك المباراة قد تكون بداية لعودة النشاط المحلى قريبا، إن شاء الله، أو نهاية وتأجيل لعودة النشاط .. والعياذ بالله.
الموضوع بالنسبة للفريقين مباراة وبطولة. لكنه بالنسبة للمهتمين بالشأن الرياضى المصرى والشأن العام يتعلق بالبلد ومدى سيره نحو الاستقرار أم أن اللاعبين بكرة النار مازالوا يلعبون من خلف الستار، ولا تعنيهم كرة القدم ولا يعنيهم الاستقرار، ولا تهمهم البلد على الإطلاق؟! وأعنى كل كلمة وكل حرف فى هذا التساؤل.
فنيا الزمالك محشود بالنجوم والأسماء ويقف على تاريخ كبير وهو القطب الثانى للكرة المصرية ومهما غابت عنه بطولات يظل هو الزمالك الذى أصبح منافسا للأهلى منذ عام 1914 بقوته ونجومه وفرقه المختلفة على مدى السنين. إن القوى المتساوية هى التى صنعت المنافسة ثم الخصومة بين الفريقين الكبيرين على مدى قرابة مائة عام (اقرأوا التاريخ جيدا).. ونجوم الزمالك على كثرتهم اليوم، يفقدون القوة بالفردية. وسيكونون اقوى بالجماعية، وبتوظيف كل لاعب لمهاراته من أجل الفريق (أقصد عمر جابر وحازم إمام، ومحمد إبراهيم وعبدالشافى وعيد عبدالملك وأحمد حسن وشيكابالا)، فلا يلعب الفريق كله من أجل لاعب (أقصد شيكابالا)..
وادى دجلة يلعب كرة جماعية. هذا سلاحه الأول. لكنه يملك اليوم سلاحا إضافيا وهو اللعب بدون ضغط نفسى كبير. فالنهائى إنجاز بالنسبة للفريق. والبطولة حلم. لكن الأحلام لا تستوجب الحساب إذا لم تتحقق، بينما البطولة بالنسبة للزمالك تبدو واقعا ملموسا. والواقع إذا لم يتحقق، فإنه يبدو كأضغاث أحلام يستوجب الحساب. وإذا كانت الجملة السابقة كلها صعبة، فإن هانى رمزى سيكافأ لأنه وصل للنهائى. فيما سوف يحاسب حلمى طولان لو خسر الكأس.. هل أصبحت الجملة واضحة وسهلة؟!
هذا فارق مهم بين الفريقين. لكن يبقى السؤال: هل المفاجآت واردة؟
لقد أقيمت آلاف المباريات فى ملاعب كرة القدم. وكل مباراة عبارة عن فيلم له قصة، وكل قصة لها سيناريو، وكل سيناريو يختلف عن الآخر، وكل نهاية ليس لها مثيل مهما تشابهت النهايات. والسر الأول فى بقاء كرة القدم حية وشعبية أن كل مباراة تشهد صراعا، وهذا الصراع يمضى محاطا بالشك فى نتيجته. فلا أحد يعرف متى يأتى الهدف أو كيف وفى أى دقيقة.. يعنى بالبلدى كده المفاجآت واردة!
لاشك أن هانى رمزى سيلعب باختيارين، الفوز أو التعادل واللعب على ركلات الترجيح. وقد يحضر مفاجأة لمنافسه، تؤثر فى سير اللقاء. لكن يبقى أن كل من يقول أو يكتب أو يشير من بعيد أو من قريب إلى أن حلمى طولان طلب من لاعبيه الفوز بالمباراة وبالكأس.. كل من يفعل ذلك عليه أن يجلس مع نفسه ويسألها: وماذا يمكن أن يطلب حلمى طولان غير ذلك. وماذا يمكن أن يطلب أى مدرب من فريقه؟!
 
المصدر: الشروق

آخر اﻷخبار

الاكثر قراءة